--------------------------------------------------------------------------------
الحب الحقيقي
الحب عالم وأي عالم أرحب منه وأعظم؟
عالم الحب هو عالم النفس البشريه في جملته ,, فمن استطاع أن يتذوق جمالاته كان حرياً أن يدرك بعض أسرار النفس , وان يخوض من وجوده اخطر وأرقى مغامره "
وفي هذه العجاله سنحاول أن نتحدث عن الحب الحقيقي الذي تنشده النفوس الطاهره وتبحث عنه وتتمنى أن تعيشه
حقيقه أم خيال :
الحب الحقيقي الذي ندر وجوده في عالم الخيال
في زمن لم يفرق فيه الكثير من الناس بين الحب الحقيقي والحليب الحقيقي
دعونا نتسأل معاً هل هناك حب حقيقي؟ وما صفات هذا الحب ؟
وجهت هذا السؤال لبعض الشباب والشابات واتفقوا على أن:
الحب الحقيقي وهم لا يستطيع الإنسان ان يعيش بدونه كالماء والهواء
وانه لا وجود للحب الحقيقي المطلق
وبلا شك أن الحب الحقيقي المطلق لا وجود له في عالم البشر وان حب الله تعالى لعباده هو الحب الحيقيقي لأنه منزه عن كل احتياج أو غرض أو مصلحه
وإذا أردنا أن نبحث عن الحب الحقيقي بين البشر علينا أن نقيس الأمور بمقياس أخر
فحب البشر لبعضهم البعض تحكمه الطبيعه البشريه المفطوره على الاحتياج دائماً
وكلما اختلفت أنواع الاحتياج تختلف معها نسبة الحب وحقيقته ولا يوجد حب بشري تخلو منه الحاجه إلى شيء معين حتى في أرقى وأسمى العلاقات الانسانيه على الإطلاق
نضرب لذلك مثلاً بعلاقة الآباء بأبنائهم , فرغم سمو هذه العلاقه إلا أنها لا تخلو من المصلحه وان كانت ايجابيه
ولهذا قالت زوجة فرعون عليها السلام عندما وجدت موسى عليه السلام " عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا"
نجدها قدمت المنفعه
وقال زكريا عليه السلام :" فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب"
وإذا لم نحب أبنائنا لهذا السبب أو ذاك أو لأنهم زينة الحياة الدنيا فالمصلحه من محبتهم هي إفراغ عواطف الابوه والامومه التي فطرنا الله عليها
نقطة نظام :
ومع ذلك لا نستطيع أن ننكر وجود الحب بين البشر ولو بنسب متفاوته
وهل من المعقول والإنصاف أن نقول أن العواطف والمشاعر التي قتلت قيساً وأصابت روضه بالجذام وشردت وضاح اليمن وقتلته في الصندوق وجعلت من عنتره فارسا لا يشق له غبار أنها وهم
وللحب الحقيقي دلائل وصفات أهمها:
الديمومه :
فمن أهم صفاته الاستمرارية أو الوفاء
فالحب الحقيقي لا يحول ولا يزول ولا يتأثر بالظروف والأحوال , ولا بالزمان والمكان أو حتى الموت
ولذا قال الشاعر :
الحب الحقيقي بيعيش يا حبيبي
فإذا أردت معرفة حقيقة أي حب فأنظر إلى هذا الجانب , ومادمنا قد جزمنا بأنه لا يوجد حب
بشري يخلو من الحاجه إلى شيء معين وان أنواع الاحتياج هو الذي يحدد مدى صلاحية الحب أو وقت انتهائه ,فإذا كان الحب مجرد احتياج إلى العاطفه فقط فهو في ذاته احتياج مؤقت تخف معه درجة الحب ونسبته بعد أن تشبع تلك العاطفه , وهو في أول الوقت يكون حباً حقيقياً لكن نوع الاحتياج جعل منه حقيقه سريعة الزوال
ولهذا نقول أن الحب الحقيقي إذا أنكتب على جدار القلب كان كمن كتب مكتوباً بالحناء فلن يُمحى ولن يضره الماء
التضحيه:
فلابد للمحب أن يعطي ولا يستبقي شيئا
أن يضحي بكل ما يملك بالسعاده والراحه, وقد تصل التضحيه بالنفس والمال والولد
وهذا احد العشاق رضي بأن يقام عليه حد السرقه فداء لسمعة محبوبته عندما قبض عليه وهو يحاول رؤيتها
الثبات:
ويعني الثبات على الحب بنفس القدر والقوه والعمق مهما طرأت على هذا الحب من متغيرات مثل البعد أو الفراق
هذا محلك طالعه داخل العين
لو غبت عشر سنين هذا محلك
أو المغريات كظهور من يعطيك حباً اكبر واهتماًماً أكثر
يقول الشاعر العراقي:
وحبيبي والله ما ابيعه
لو أعطوني كنوزك يا سليمانا
ظهور الود في الأزمات:
ويعني ظهور الود الحب على صورته الحقيقيه وقت الأزمات مهما بلغت إساءة المحبوب حتى يصبح
" ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب"
وفي الأخير نتمنى أن تعيش كل القلوب حباً حقيقياً يبني ويُعمر
يُجمل ويُحسن, تنتهي معه الشرور من على هذه الأرض
وأقصى أمانينا أن يفرق الاحبه بين الحب الحقيقي والحليب الحقيقي