س. تعتبر السياحة الاعتيادية مهمة جدا, ولكن هناك مجالات أخرى يعود سبب افتتاحها إلى المنافسة. فالهند على سبيل المثال أثبتت نجاحا كبيرا على صعيد السياحة العلاجية. ألمانيا مثلا لديها إمكانية للسياحة التعليمية أو الطبية ولكننا لا نرى الكثير من الإنجازات على هذه الأصعدة لماذا؟
ج. أنا متأكدة أن هناك الكثير من السياحة الطبية تجري في ألمانيا. فالناس من هذه المنطقة خاصة يسافرون إلى ألمانيا للعلاج منذ عدة سنوات. والمستشفيات والعيادات الألمانية تنشط جيدا في تسويق خدماتها للناس هنا. أما بالنسبة للسياحة التعليمية فهناك بالتأكيد أفق للتحسين ولكننا نسير الآن على الطريق الصحيح.
س. لقد شاركتم في سوق السفر العربية الذي عقد في أوائل هذه السنة. هل كان الأمر مثمرا من وجهة نظركم؟
ج. إن كون سوق السفر العربية من أهم المعارض التجارية التي تقام في هذه المنطقة يجعل من الجدارة المشاركة فيه. لقد نجح هذا المعرض مرة أخرى. أولا أنت تحقق اتصالات عن قرب بمختلف أنواع المشاركين في صناعة السياحة , و ثانيا يشكل المعرض مكانا مناسبا لتسليط الضوء على ألمانيا كوجهة سياحية.
س. ما الذي دفعكم إلى التفكير بإنشاء مكتب هنا؟
ج. لقد لمسنا تزايدا في أعداد المسافرين من هذه المنطقة إلى ألمانيا عبر السنوات القليلة السابقة , و قد أعطى هذا الأمر مؤشرا للهيئة لكي تفتح مكتبا هنا.
س. على مستوى البلاد, هل تقومون بعقد شراكات استراتيجية مع الدول الأوروبية المجاورة من أجل السيادة المشتركة؟
ج. لقد قمنا بدراسة عادات المسافرين ونعلم أن الناس القادمين عبر البحار يرغبون في جمع عدة بلدان أوروبية معا خلال زيارتهم وتمضية عطلاتهم. لذلك ماذا يمنع أن تتعاون مع الهيئات الأجنبية السياحية لجذب دول أخرى على خط الطريق المشترك؟ أنا متأكد أن هذه العملية سوف تنجح وكما قلت لك للتو فانا لا أنظر إلى الدول المجاورة على أنها منافسة.
س. بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 في نيويورك , حدث تراجع في صناعة السياحة العالمية, كيف أثر هذا التراجع على ألمانيا؟
ج. كما هو الحال في معظم الدول الأوروبية, شهدت ألمانيا تراجعا في أعداد السياح, وخاصة السياح القادمين من الولايات المتحدة. لذلك كان التأثير ملموسا حيث أن أميركا تشكل المصدر الرئيسي لسوق المسافرين عبر البحار إلى ألمانيا. ولكن الأمور أخذت تعود إلى طبيعتها الآن وعادت أعداد السياح القادمين من تلك المنطقة والذين يقضون الليل, إلى الارتفاع مرة أخرى محققة بذلك زيادة ملموسة عن السنتين السابقتين حتى أن اعدادهم تفوقت على أعداد موسم 2001/2002.
س. هل تستطيعين تزويدنا ببعض الإحصائيات حول الأعداد الحالية للمسافرين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى ألمانيا ؟
ج. لقد كان هذا العام ناجحا جدا وبالأخص شهر تموز الذي كان الأفضل وتميز بزيادة وصلت إلى 40?9 % في عدد الذين باتوا الليل في المانيا . كما أن العدد التراكمي لليالي المبيت بلغ540 315? ألف ليلة وهذا يشكل زيادة بنسبة 26% مقارنة بعام 2004.
س. ما هي الخطوات التي تتخذونها لجذب المزيد من السياح من هذه المنطقة إلى بلادكم ؟
ج. إن نشاطات التسويق والمبيعات أو الاتصالات المباشرة تعد ذات أهمية قصوى عبر صناعة السياحة والسفر مع العملاء. وتشمل نشاطات مبيعاتنا من بين نشاطات أخرى ما يلي : -تقديم برامج " الوجهة هي ألمانيا " في معارض التجارة الرئيسية -تطوير أعمال جديدة في تجارة السفر العالمية عبر ورشات العمل والعروض -تنظيم رحلات للمهنيين العاملين في السياحة الدولية , ولممثلي الإعلام حول موضوع "الوجهة هي ألمانيا " -تقديم معلومات لوكالات السفر, ومنظمي رحلات العطل والأعمال.
س. تعتبر كرة القدم رياضة ذات شعبية كبيرة في هذه المنطقة. ومع تنظيم مباريات كأس العالم للسنة القادمة في ألمانيا, كيف تقومون بتسويق هذا الحدث هنا؟
ج. سوف نقدم استقبالا حارا لجميع الضيوف القادمين إلى ألمانيا خلال مباريات فيفا لكأس العالم. " وهو وقت مناسب لعقد الصداقات ". وسيكون هذا الموضوع بالتأكيد من أهم المواضيع التسويقية لترويج ألمانيا في الشهور القادمة. ستكون هناك العديد من المقالات في الصحف والمجلات لتقديم المدن الألمانية ألاثنتي عشرة التي ستستضيف هذا " الحدث" بالإضافة إلى ضواحيها . كما أننا سنقوم بلقاءات متعددة مع الصحفيين لا للتحدث عن مباريات كرة القدم فحسب, بل لتسليط الضوء على العديد من النواحي الثقافية التي ترافق مثل هذا الحدث.
س. ما هي مجالات تركيزكم هنا في دول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة للعام القادم وما هي الأهداف التي وضعتموها لأنفسكم؟
ج. أنا مسؤولة عن المنطقة بأكملها لذلك ينبغي أن أركز جهدي على جميع دول الخليج. بالتأكيد إن الأسواق الرئيسية هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت ولكن جميع الدول الأخرى تملك إمكانيات لا يمكن تجاهلها. وهدفي الشخصي هو ترويج البلاد بأكملها كوجهة لقضاء العطل. بعض أرجاء ألمانيا معروفة جدا ولكني أرغب في إظهار أن هناك أماكن أخرى تستحق الزيارة. لدينا في ألمانيا 16 ولاية فيدرالية تعيش في كل منها مجموعات مثيرة من السكان ذوي اللهجات والثقافات وأشكال الجذب المختلفة. آمل أن أكون حاملا للرسالة بشكل صحيح وأن ألهم الناس بالمجيء إلى ألمانيا لاستكشاف ألمانيا والتمتع بضيافتها.
س. هل تملك السياحة الألمانية مميزات فريدة تجعلها تتميز عن منافسيها الرئيسيين , ما هي هذه المميزات وهل يتم تسليط الضوء عليها بقوة؟
ج. أنا لا أنظر إلى الدول الأخرى كمنافسين. فكل جهة لها سحرها وثقافتها وشعبها ومناظرها الجميلة والعديدة من النواحي والمظاهر السياحية الهامة بالنسبة للمسافرين, ولكن ألمانيا تمتاز بتنوعها الكبير. وفي الحقيقة يصعب جدا أن تقرر أين تريد الذهاب في ألمانيا لأن هناك أشياء عديدة جدا ترغب في اكتشافها. تعتبر ألمانيا مكانا جديرا بقضاء العطل على ضفاف المياه على بعد مسافة 1000 كيلو متر من الشاطئ. كما تمتاز بمناظرها الخلابة المنتشرة على ضفاف الأنهار والبحيرات الممتدة في كل أنحاء البلاد. إذا كان السائح يبحث عن عطلة يقضيها في الجبال فسوف يجد العديد من الأماكن في المنطقة الجنوبية. كما أن لدينا مدنا دولية وبالطبع لدينا العديد من البلدات الساحرة وبعض منها ما زال يحتفظ بآثار العهود القديمة التي تظهر تاريخنا العريق . على مدى السنة, وفي كل الفصول الأربعة, يجد الناس متعتهم في التنوع الكبير لألمانيا. كما أن لدينا هنا فصل خامس وهو الكرنفال.
س. تبقى لندن وسويسرا نجمتا السياحة الأوروبية. متى تعتقدين أن ألمانيا ستدخل ضمن هذه الفئة؟
ج. نحن نعتبر حاليا في نفس الفئة. وقد أشارت الأرقام الأخيرة التي أظهرتها منظمة التجارة العالمية إلى أهمية ألمانيا كوجهة للسفر من بين جميع الدول الأوروبية الأخرى .
س. عندما يقرر المستهلكون والعملاء الذهاب في عطلتهم أو مؤتمرات عملهم إلى جهة عامة تتنافس عدة جهات لجلب انتباههم. في صناعة السياحة تعتبر عوامل مثل تكلفة السفر , والراحة, ونوعية التسهيلات المقدمة مهمة في هذا الإطار, ولعل المحرك الأكبرهو "الصورة" فالصورة تضع الوجهة على قائمة التسوق في قرارات سفر المستهلكين وتخلق نوعا من الإغراء العاطفي والنفسي لهم, مما يعزز فرص اختيار هذه الوجهة للسفر من بين الوجهات الأخرى؛ ما هو موقعكم في هذا السياق؟ ولماذا يتوجب على السائح السفر إلى ألمانيا؟
ج. أنا اتفق معك تماما بالنسبة لقائمة التسوق وهذا هو بالضبط ما تقدمه ألمانيا. هناك خيارات واسعة متوفرة في القطاع الفندقي وهي خيارات تقدم كل شيء إذ يمكنك المبيت في منزل داخلي مألوف أو فنادق الخمس نجوم التي تنتشر بكثرة في ألمانيا. يمكنك أيضا المبيت في قلعة قديمة لكي تحظى بشعور خاص. وهناك في ألمانيا تنتظرك 37000 محطة للراحة والمبيت تتراوح أسعارها من المعقولة جدا إلى المرتفعة. كما أن السفر والتنقل داخل البلاد سهل جدا فنحن نمتلك نظاما جيدا جدا لخطوط القطارات مما يجعل التنقل سهلا ومريحا. كما أن قيادة السيارة عبر 633?000 كيلومتر من الطرق السريعة والشوارع تعتبر تجربة رائعة. ولا ننسى أن نذكر الضيافة التي سيحظى بها القادمون لزيارة ألمانيا.
س. هل تخططون للتعاون مع لوفتهانزا في إطلاق حملات ترويج لجذب السياح؟
ج. لقد قمنا بعدة نشاطات من هذا القبيل ونحن نخطط للقيام بنشاطات أخرى في المستقبل. ولكي نسمي واحدة من هذه النشاطات, فقد قمنا بإطلاق حملة ناجحة جدا تدعى حملة تسويق أخبار الخليج " اقرأ وسافر في الجو " , وقد قدمنا خلال فترة الأربع أسابيع التي استمرت فيها هذه الحملة تذاكر سفر مجانية لزيارة عدة مدن ألمانية مختلفة ضمن إجراء سحب قرعة أسبوعية. كما أننا نقوم بإجراء عدة منافسات في مجلات مختلفة.
س. ما هو تأثير السياحة على الاقتصاد الألماني؟
ج. إن أهمية التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للسياحة على الاقتصاد العالمي كبيرة جدا فألمانيا تعد في المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة واليابان من ناحية إسهام قطاع السياحة والسفر في اقتصادها مما يبين أهمية مثل هذا القطاع
الجمعة سبتمبر 05, 2008 10:02 am
